بوصله من النحاس داخل علبتها الخشبيه

**الوصف التفصيلي لبوصلة قديمة من النحاس في علبة خشبية:**

تُعتبر هذه البوصلة النحاسية العتيقة تحفةً تجسد تاريخ الملاحة والاكتشافات، حيث تجمع بين الدقة الهندسية والفنون الحرفية التي ميزت القرون الماضية. صُممت لِتكون دليلاً للأمل في رحلاتٍ خطِرَتْ عبر البحار والصحاري، واحتفظت بجمالها الوظيفي والجمالي عبر الزمن.

—

### **التصميم والمواد:**
– **الهيكل النحاسي**: صُنعت البوصلة من **النحاس الخالص** المُطروق يدوياً، مع سطح خارجي مُقاوم للتآكل. يتوسطها قرص دوار مُزود بإبرة مغناطيسية محفوظة داخل كبسولة زجاجية مفرغة من الهواء لحمايتها من الرطوبة .
– **العلبة الخشبية**: صُنعت من خشب **الجوز** أو **الماهوجني** المُصقول، مع مفصلات نحاسية صغيرة تُحافظ على إحكام إغلاقها. تحتوي العلبة على فراغ داخلي مبطن بقطعة من **القطيف** لحماية البوصلة من الصدمات .
– **سهولة الرؤية**: زُوّدت العلبة بغطاء شفاف من **الزجاج المُحدب** أو **الميكا** (في النماذج الأقدم)، يسمح بمشاهدة الإبرة دون فتح العلبة، مما يحافظ على توازنها الداخلي في الظروف القاسية .

—

### **الزخارف والتفاصيل الفنية:**
– **نقوش نحاسية**: نُقش على الإطار الخارجي للبوصلة زخارف مُستوحاة من التراث البحري، مثل (شمال، جنوب، شرق، غرب) .
– **القرص الداخلي**: زُين بخطوط دائرية من النحاس، مع إبرة مغناطيسية مُطعمة ب**حجر اللازورد** الأزرق في لتعزيز الدقة الجمالية .

—

### **الأداء الوظيفي:**
– **الدقة**: صُممت الإبرة المغناطيسية لتعمل بسلاسة حتى في الظروف غير المستقرة، مما جعلها أداةً موثوقةً للملاحين والتجار على مدى قرون.
– **التوازن**: حرص الحرفيون على توزيع وزن النحاس بشكل متساوٍ لضمان استقرار البوصلة أثناء الحركة، سواء على متن السفن أو في البراري .

—

### **السياق التاريخي:**
– **عصر الاستكشاف**: تُعتبر هذه البوصلة نموذجاً لأدوات الملاحة التي اعتمد عليها المستكشفون في القرنين الـ18 والـ19، خاصة في الرحلات البحرية التي ربطت بين الشرق والغرب.

—

### **العلامات الزمنية والأصالة:**
– **طبقة الباتينا**: تكسو النحاس طبقة خضراء مائلة إلى البني نتجت عن تفاعله مع الأكسجين عبر العقود، مما يضفي عليه طابعاً تاريخياً.
– **علامات الاستخدام**: تظهر على العلبة خشوشٌ طفيفة وحوافٌ مُبهتة، تدل على أنها رافقت مالكيها في رحلاتٍ عديدة، بينما يحفظ الزجاج الشفاف بعض الخدوش الدقيقة التي لا تُضعف وضوح الرؤية .

—

### **القيمة التراثية اليوم:**
أصبحت هذه البوصلة قطعةً تُعبّر عن روح المغامرة والاكتشاف، تُعرض في متاحف الملاحة أو مجموعات هواة التحف. تُذكرنا بتقنيات بسيطة اعتمدت على فهم عميق لقوانين الطبيعة، قبل أن تحل محلها الأقمار الصناعية والشاشات الرقمية .

—

**باختصار:** هذه البوصلة ليست مجرد أداة لتحديد الاتجاهات، بل حكايةُ إنسانٍ سعى لفكّ ألغاز العالم، محمولاً بإبرةٍ نحاسيةٍ وعلبةٍ خشبيةٍ صمدتا كشاهدَين على عصرٍ كان كل مجهول فيه مغامرةً تستحق المخاطرة.